في الصميم : لماذا رحيل بيريز يساوي بطولة؟!

تصدر أسم ريال مدريد عناوين الصحف العالمية و مقالات الكتاب الكبار في الفترة القليلة الماضية ، ولم يكن كثرة الحديث عن الفريق الملكي إيجابياً ولكنه حديث سلبي عن فضائح جعلت من النادي الأكثر تتويجاً بدوري أبطال أوروبا محل سخرية ، فضائح متتالية سواء إدارية أو فنية أو على مستوى اللاعبين ،وهو ما أستوجب وقفة لمناقشة السبب الرئيسي لما يجري في كبير العاصمة الإسبانية ،ولماذا يعتبر رحيل فيلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي بطولة؟: بطولات

-لا يعرف شئ عن الأمور الفنية:

كتبت في العديد من المقالات السابقة أن بيريز رجل أعمال ناجح ولكنه فاشل رياضياً ، هفوات كبيرة تسبب بها رئيس الملكي على سبيل المثال وليس الحصر:

*التفريط بشنايدر و روبين بثمن لا يليق بقيمة أياً منهما.

*بيع هيجوايين وعدم تعويضه حتى اليوم.

*التفريط في أفضل صانع ألعاب في الفريق والحديث هنا عن مسعود أوزيل.

*البيع غير المبرر لدي ماريا رغم تقديمه موسم استثنائي و تلقيبه “برجل العاشرة”.

*بيع ألونسو و رحيل خافيير هيرنانديز و كوينتراو دون إيجاد معوض يليق بالفريق.

*تعويض عملاق كأنشيلوتي بمدرب يعشق الفشل كبينيتيز.

كلها أمثلة تدل على أنه لا يهتم بالجانب الرياضي أو الجانب الجماعي من اللعبة، وهو ما يجعل المستوى الرياضي للريال متراجع بل أصبح عدد بطولات الريال في السنوات الأخيرة يقارن بأتليتكو مدريد.

-لا يعرف قيمة التاريخ:

من محاسن القدر أن الموسم الماضي شهد رحيل كلاً من تشافي هيرنانديز عن برشلونة و رحيل أيكر كاسياس عن ريال مدريد، ولكن شتان بين الرحيل هنا وهناك ، تشافي رحل كملك متوج و أيكر رحل من الباب الخلفي ولم يتم تقديم الشكر الذي يستحقه اللاعب الذي لن تنساه الجماهير في أهدار لتاريخ اللاعب الذي حمل الريال كثيراً على كاهله و أنقذه من نتائج كارثية كثيرة، وكان رجل المواقف الصعبة في العديد من المباريات ، رحيل كاسياس و التخلي عنه رغم أخطاءه وانخفاض مستواه جعل الغضب يتسرب إلى نفوس اللاعبين، باختصار شعر كل لاعب بتلك العبارة “نحن مثل السجائر ،متى يتم الانتهاء منها تداس بالحذاء” ،و أبرز من شعر بذلك “كرستيانو”.

-فاقد السيطرة … وفضيحة “قادش” لن تكون الأخيرة:

يمكن تسمية الموسم الحالي الذي لم يمض منه الكثير “موسم الفضائح” ، فلنعد بالذاكرة إلى مباراة ريال مدريد و باريس سان جيرمان والفيديو الشهير الذي تناول الحديث القصير بين بيريز وكرستيانو رونالدو ، لم يتقبل كرستيانو لوم الرئيس و ذهب بعد المباراة ليتحدث لمدرب باريس “لوران بلان” ، كرستيانو يعلم من أين تأكل الكتف ،عندما أراد عقد جديد خرج في تصريح من كلمتين أشعل الكرة الأرضية “أنا حزين” ، فحصل على عقد أفضل مما كان يتخيل ، وفي تلك المباراة وجه ضربة لرئيس الريال مفادها “أنا لا أنتقد و كل فرق العالم تريد أن يكون لديها رونالدو” ، وبعدها لم يتحدث بيريز معه ثانية ولم يتخذ أي أجراء ، وفي الأيام الماضية حدثت فضيحة أخرى مدوية وهي فضيحة “بنزيما – فالبوينا” ، المهاجم الفرنسي مهدد بالسجن و الحرمان من التمثيل الدولي وغيرها من العقوبات التي وضعت الريال في موقف سئ ،ولم يترك القدر لبيريز فرصة لالتقاط أنفاسه فحدثت الكارثة بإقصاء ريال مدريد من بطولة كأس الملك بسبب خطأ لا يليق بنادي من حجم ريال مدريد، ولن تكون فضيحة “قادش” الحلقة الأخيرة في مسلسل الفضائح.

-الصداقة أهم من التميز:

خرجت العديد من التسريبات من داخل جدران ريال مدريد تتحدث عن أن الجهاز الطبي في ريال مدريد باق في منصبه لأنهم يتمتعون بحصانة ناتجة عن صداقة ورضى الرئيس رغم أن الأداء الطبي في الريال كارثي في ظل تكرار إصابات اللاعبين في وقت قصير ، و بعد فضيحة “قادش” أصبح من الأكيد أن العديد من الجهاز الإداري لا يمكن أن يحصلوا على مناصبهم في أندية الهواة ،فباختصار رضى الرئيس أهم من التميز.

-منعزل عن العالم:

عندما جلب بيريز بينيتيز تحدث عن أنه سيكون أفضل مدرب في تاريخ النادي! ،ويبدو أن الرئيس الملكي لا يعلم تاريخ بينيتيز من الفشل ، ولا يعلم كيف دمَر أنتر ميلان وتشيلسي ونابولي،وبعد فضيحة الكلاسيكو المدوية ، خرج في مؤتمر صحفي ليدعم بينيتيز ويقول أن الريال بخير ، ويبدو أنه لا يعلم أن العالم كله يعرف جيداً أن الريال لم يعد بخير ، وبعد فضيحة “قادش” خرج في مؤتمر ليقول أن الريال ليس له ذنب فيما حدث وأن الريال لن يخرج من البطولة ، ويبدو أنه لا يعلم شئ عن القوانين ولا يعلم شئ عن النادي ولم يخرج ليعاقب أحد ، كان من الأفضل أن يكون هناك ضحية كحالة زوبيزاريتا في برشلونة ، مثل هذه العقلية المعزلة التي تصمم على أنكار الواقع لن تفيد الريال في أحراز أي تقدم.

-الريال لن يقف على بيريز:

بعض عشاق الريال لا يريدون رحيل بيريز خوفاً من تخبط الفريق ، ولكن هل حقق الريال كل بطولاته تحت رئاسة بيريز؟ ،لا يمكن أن ينكر أحداً أن بيريز قام بشراء عدد كبير من النجوم ، ولكن شراء اللاعبين يصبح يسيراً إذا كنت تتحدث بأسم “ريال مدريد” و بأموال طائلة فبيريز أنفق مليار و200 مليون يورو من أجل 14 لقباً فقط!، و أن كان على الربح المادي فلا ينكر أحد فضل روسيل في تحسين وضع برشلونة اقتصادياً إلا مجنون، ولكنه كان على وشك تدمير النادي رياضياً ،فعمالقة أوروبا لن يقفوا على رئيس.

ختاماً:

هذا المقال كتبته بعد قراءة العديد من المقالات ومتابعة العديد من الكتاب و العديد من أراء الجماهير ، و يبدو أن النغمة السائدة هي تحميل كل الكوارث لبينيتيز، ولا يمكن أنكار أن بينيتيز يتحمل جزء كبير من الذنب ،ولكن لماذا تناسى الجميع من جلب بينيتيز؟ ، الحقيقة هي أن “رحيل بيريز = بطولة”.

Game
Register
Service
Bonus